[center][img]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]اصحى يا نايم ..وحد الدايم
وقول نويت ..بكره ان حييت
الشهر صايم..والفجر قايم
اصحى يا نايم ..وحد الرزاق
رمضان كريم
المسحراتي ذلك الصوت الذي تعود أن يوقظ الناس
من نومهم لتناول طعام السحور، وهو يردد أعذب
وأجمل الدعوات والأغنيات.
إنه من أصحاب المهن الرمضانية جدا، التي لا وجود لها في غيره من الشهور، وهو مازال
يجوب الشوارع في منافسة غير متكافئة مع أجهزة الإعلام التي كادت تلغي دوره تماما
، ولكنه تحايل عليها وانتقل بصوته الي الإذاعة والتليفزيون لتستمر هذه المهنة الرمضانية
وإن اختلف شكلها.
مهنة المسحراتي ارتبطت بهذا الشهر الكريم منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
«وكان بلال بن رباح رضي الله عنه أول مسحراتي في التاريخ الإسلامي
حيث كان يجوب الشوارع والطرقات لإيقاظ الناس للسحور بصوته العذب
طوال الليل وكان المصطفى صلى الله عليه وسلم »
يقول«إن بلالا ينادي بليل، فكلوا واشربوا حتي ينادي ابن أم مكتوم وكان ابن أم مكتوم
هو الذي يتولى أذان الفجر، ومنذ ذلك التاريخ أصبح المسحراتي مهنة رمضانية خالصة
وقد اشتهر من أرباب هذه المهنة»الزمزني «في مكة الذي كان يصعد إلى المئذنة
من فوقها معلنا بدء السحور، وفي كل مرة يكرر فيها النداء كان يدلي بقنديلين كبيرين معلقين
في طرفي حبل يمسكه في يده حتى يشاهدهما من لايسمع النداء.
أما في مصر فكان أول من قام بمهمة إيقاظ الناس للسحور هو الوالي عنتبة بن اسحق سنة 832هـ
وكان يسير علي قدميه من مدينة العسكرفي فسطاط مصر القديمة، وحتي مسجد
عمرو بن العاص تطوعا وهو ينادي «عباد الله تسحروا» فإن في السحور بركة
«ومنذ تلك الفترة أصبحت مهنة المسحراتى في مصر تلقى احتراما وتقديرا بعد أن قام بها الوالي
بنفسه وتطورت الأشكال التي يؤدي بها المسحراتي عمله.
وفي العصر العباسي كان المسحراتي ينشد شعرا شعبيا يسمى «القوما» طوال ليالي رمضان
وربما كان ذلك عائدا الي ازدهار فن الشعر في هذا العصر أما بداية ظهور الإيقاع
أو الطبلة في يد المسحراتي فكانت في مصر حيث كان المسحراتي يجوب شوارع القاهرة
وأزقتها وهو يحمل طبلة صغيرة ويدق عليها بقطعة من الجلد أو الخشب وغالبا ما كان
يصاحبه طفل صغير أو طفلة ممسكة بمصباح لتضيء له الطريق وهو يردد نداءاته المميزة اصحى
يا نايم وحد الدايم أو ينطق بالشهادتين بصوت أقرب الى التنغيم منه الى الحديث
ثم يقول « أسعد الله لياليك يا فلان، ويذكر اسم صاحب المنزل الذي يقف أمامه
وغالبا ما كان يعرف أسماء جميع الموجودين في المنزل من الرجال ويردد الدعاء لهم واحدا
واحدا ولم يكن يذكر اسم النساء إلا إذا كان بالمنزل فتاة صغيرة لم تتزوج فيقول
أسعد الله لياليك يا ست العرايس. وكان من عادة النسوة في ذلك الوقت
أن يضعن قطعة معدنية من النقود ملفوفة داخل ورقة ثم يشعلن أحد أطرافها ويلقين
بها الى المسحراتي الذي يستدل على مكان وجودها ثم يرتفع صوته بالدعاء
لأهل المنزل جميعا ثم يقرأ الفاتحة.
ولكن مهنة المسحراتي نفسها أصبحت أشبه بالتراث أو الفلكلور الشعبي وإن كانت هناك
بعض الأصوات المسحراتية مازالت تجوب شوارع الريف والأحياء الشعبية في إصرار كبير
على المقاومة خاصة وأنها تجد من يتقبلها ويعتبرها من أهم المهن والمفردات
الرمضانية المميزة للشهر الكريم
[img]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]