(¯`·._) منتديات الــــــــدر سيتى (¯`·._)
التسجيل سيضيف لك مميزات جميله غير موجوده لدى الزوار كما ان التسجيل ميسر وبطريقه سهله غير معقده ومجانى كذلك وايضا سيجعل الاخبار اقرب لك حيث سيصلك كل جديد على رسائل الايميل ان كنت من اعضاء هذا المنتدى
مع تحيات اداره منتديات الدر سيتى
(¯`·._) منتديات الــــــــدر سيتى (¯`·._)
التسجيل سيضيف لك مميزات جميله غير موجوده لدى الزوار كما ان التسجيل ميسر وبطريقه سهله غير معقده ومجانى كذلك وايضا سيجعل الاخبار اقرب لك حيث سيصلك كل جديد على رسائل الايميل ان كنت من اعضاء هذا المنتدى
مع تحيات اداره منتديات الدر سيتى
(¯`·._) منتديات الــــــــدر سيتى (¯`·._)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
facebook

facebook


 

 مجموعة قصصية " صالة العرض " بقلم / همسه رقيقه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هشام الدر
(((((المدير العام )))))
  (((((المدير العام )))))
هشام الدر


ذكر
الحصان
عدد الرسائل : 1978
تاريخ الميلاد : 06/04/1978
العمر : 46
الــبلد : مصر
الوظيفه : https://www.facebook.com/ShbabBlaml
Loisirs : https://www.facebook.com/ShbabBlaml
اسمك الحقيقى : آتش™ آتش
علم دولتك : مجموعة قصصية " صالة العرض " بقلم / همسه رقيقه Female31
تاريخ التسجيل : 22/05/2007

مجموعة قصصية " صالة العرض " بقلم / همسه رقيقه Empty
مُساهمةموضوع: مجموعة قصصية " صالة العرض " بقلم / همسه رقيقه   مجموعة قصصية " صالة العرض " بقلم / همسه رقيقه I_icon_minitimeالسبت 10 نوفمبر - 16:01

[img][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

[size=21][color=#8b0000] [/color][/size][center][color=red]موعد مع الحب[/color][/center]




[b][size=16][color=#000000]لقد أوشكت عقارب الساعة أن تُشرق على التاسعة صباحاً،ترى ما الذي حال دون حضوره في موعده،، و الذي لم يتجاوز الثامنة قبلاً .
يا إلهي...أنا أيضاً لم أعد أعلم لماذا أصبحتُ أنتظر تلك الرسائل بهذه اللهفة الشديدة،،،هل أحببته حقاً ؟؟،، ولمَ لا!! فأنا لم أشعر بهذا الإحساس من قبل وكأن قلبي لم يدق سوى من بضعة أشهر مضت.
ليتني أعلم من هو...ليتني أره...ويل قلبي من ذاك الحب
هكذا كانت تحدث ذاتها بصوتٍ تحيط به الحيرة، وموجات الدمع في بحر العيون كادت أن تثور عندما قالت:
قد لا يكون هناك خطاب اليوم!!! ربما كذلك.
يقدم رنين جرس باب المنزل ليهدئ من تلك الثورة المدفونة خوفاً من أن تدمر مشاعرَ جميلة طالما حلمت بأن تستشعرها.
انطلقت من على مقعدها الصامت كملامح وجهها التي سكتت عن الكلام منذ سنين لتفتح الباب في شوقٍ يغلفه بعض الغضب قائلة:

[/color][color=red]لماذا تأخرت؟؟أين الخطاب؟؟[/color]

[color=navy]صباح الخير سيدتي..تفضلي ..هاهو[/color]

[color=navy]معذرة فقد كانت ابنتي مريضة...وقد ذهبتُ بها للمشفى قبل القيام بعملي[/color]

[color=#000000]هدأ قلبها قليلاً ثم ارتسمت على وجهها بعض علامات الحزن قائلة:

[/color][color=red]معذرة،،،شفاها الله لكَ[/color]

[color=#000000]أغلقت الباب تمتزج بقلبها مشاعر الحب ولهفة قراءتها للخطاب ومشاعر الحزن التي أهداها لها ساعي البريد عندما أخبرها بمرض ابنته
وما لبثت أن ابتسمت في سعادة عندما وجهت عينيها نحو الخطاب الذي تحمله،،جلست تتفحص بيانات الغلاف الخارجي والعنوان المدون عليه كعادتها كل يوم وكل مرة تُمسك فيها برسائله لها.
عادت لمقعدها لتروي قلبها من نبع كلماته الدافئ وتداعب الروح برقيق حبه

[/color][color=navy]مالكة القلب...صباح جديد معطر بالزعفران
تمر الأيام يا حبيبتي لتصبح أشهراً طويلة وقلبي يشتاق لرؤية حرف منكِ،،ترى هل تلمسين حجم الحب الساكن في قلبي ، لو تعلمين كم أحبكِ ،، لو تعلمين كم من الوقت أ ُمضي أراقبك من بعيد ،أراقب نظراتك الحائرة الباحثة عن حقيقة الحلم الجميل المستتر وراء جدران الواقع السميكة ، أتأمل لمسات الحزن التي طبعها الزمان على ملامح وجهك الجميل،أراقب الغموض المتنزه بين حركاتك وتصرفاتكِ ، أراقب حركة شفتيكِ وأنت تتحدثين...وأيما كانت تقول..أراها تقول أحبكَ..أحبكَ
قد لا أعلم عنكَ الكثير ولكنني أتوسم فيكِ حنانا أفتقده وحباً قد زار قلبي فسكن
حبيبتي...أطلب حبكِ،،فهل تقبلين؟؟
إمضاء..قلب عاشق[/color]

[color=#000000]لم يكن كأي خطاب ،فاليوم يلزمها بالرد الصريح الجازم بقبول الحب أو رفضه ، لم تفكر كثيراً فقد أتاها من كانت تنتظر قدومه ودق القلب بحبه وأبى الكتمان
همت راكضة نحو مكتبها لتخط له أول خطاب، والذي طالما ترددت أن تكتبه، وليكن بداية اللقاء الذي أجلته كثيراً.
جلست،، تعانق أصابعها القلم ويعانق حسها ذاك العبير المنبعث من تلك الزهرة الوردية التي صاحبت خطابه هذا الصباح،، راح القلب يتحدث ويُلقي بنبضاته بين الأسطر:

[/color][color=red]صباحٌ معطر بعبير زهرتك الوردية التي أرسلتَ يا سيدي
منذ أن توفي زوجي من عشرِ سنوات وحتى من قبل أن يرحل عن دنياي وأنا أفتقر إلى الحب الحقيقي ولمسة حنان صادقة من حبيب يسكن إلى جواري ،، وقد تناسى القلب تلك المشاعر الجميلة التي أشعر بها الآن بعد أن أصبحتُ على مشارف الأربعين من عمري ، لا زلتُ لا أصدق أني أحببت
أنا لا أتصف بالغموض ،،ولكنها الحياة،،فهي دوماً غامضة
وقد تكون الوحدة القاتلة التي أصاحبها وتصاحبني منذ أن كًتب علي العيش وحيدة في هذا المنزل الكبير..........................[/color]
[color=#000000]وراح القلب يسترسل في حديثه ويُفصح عما بداخله

تتوالى الأيام زاهية وتتلاحق اللقاءات على الأوراق ،،، حتى بلغها هذا الخطاب في هذا الصباح المختلف لتصبح نيران الحب بقلبها أكتر اشتعالاً عندما يطالبها بحق اللقاء،وكأنها كانت تنتظر طلبه منذ زمن
تتسابق أناملها نحو أوراقها والقلم، كي ترسم أحرفها شوقاً ما عاد يريد أن يستتر ، فتوافق على طلبه باللقاء ،، وطلبت منه فقط تحديد الموعد والمكان في خطابه التالي.
رنين جرس الباب هذا الصباح يأتي ليرفض تلبية رغبة طالما حلمت بتحقيقها، لم يصلها خطاباً منه ككل يوم..حضر ساعي البريد هذا الصباح خالي اليدين ، فقط سألها عما إذا كان هناك خطاب جديد تريد أن ترسله .

انقطعت خطاباته تماماً وحتى لقاء الورق قد حُرمت منه أيضاً.
وراحت تبعث بكلماتها الباكية إليه كل يوم ،، وعلامات الاستفهام بين أحرفها عديدة.
[/color][color=red]ترى ما الذي منعك عني؟،، هل هو تراجع في طلب قد طلبته أنت؟،،أم هل أنت تعاني من مشكلة ما؟؟،،أم.....؟،، أم ماذا[/color]
[color=#000000]تتوالى خطاباتها له..وما من مجيب!!! وتخاف على بئر الحنين أن ينضب،،وتفكر في حل للحفاظ عليه حتى وصلت لقرارها الحاسم هذا الصباح[/color][color=red]...(العنوان...العنوان المدون على غلاف الخطاب،،سوف أذهب إليه ،سوف أتحرى الأمر)[/color]
[color=#000000]هكذا قالت دون تردد،،،،،ثم استقلت سيارتها منطلقة نحو العنوان المقصود

بعد ساعات قليلة تعود لمنزلها والعين حديثها الدمع واللسان حديثه كيف؟،، كيف؟،،والقلب حديثه الصمت،،فقط الصمت
[/color][color=red]كيف لا وجود لذلك العنوان على الإطلاق ،،كيف؟؟[/color]
[color=red]يكاد العقل يبارح الجسد ليصرخ معلناً عصيانه ورفضه للحقيقة التي لا أفهمها[/color]
[color=#000000]هكذا كانت تصرخ وتقول،،،،

استقلت سيارتها مرة أخرى،،هذه المرة في جولة البحث عن مجيب لتساؤلاتها
[/color][color=red]ساعي البريد......ساعي البريد......مكتب البريد الرئيسي...حتماً سأجده هناك الآن[/color]
[color=#000000]هكذا قالت وقطرات العرق تتصبب من وجهها الحزين الغاضب
راحت أنظارها تلاحق أعين المارة في مكتب البريد علها تجده بينهم
[/color][color=red]هاهو،،[/color]
[color=navy]سيدتي،،مرحبا بكِ،،هل من خدمة أقدمها لك[/color]
[color=red]العنوان!![/color]
[color=navy]ماذا؟؟!![/color]
[color=red]العنوان.....من أين كانت تأتي تلك الخطابات التي كنت تسلمها لي كل صباح...من أين؟؟![/color]

[color=navy]خطابات!! أية خطابات،،لم أسلمك خطابات من قبل يا سيدتي،،فقط كنت أتسلم بناء على طلبٍ منكِ خطابات لأبلغها مكتب البريد هنا[/color]
[color=red]ماذا تقول؟!،،،وابنتك المريضة!! ويوم تأخرت!![/color]
[color=navy]أنا غير متزوج يا سيدتي وليس لدي أولاد[/color]
[color=red]كاذب،،،،كاذب،،،أنت كاذب[/color]

[color=#000000]قالتها في انهيار تام وما عادت قادرة على رؤية الحقيقة التي لا زالت غائبة.

استقلت سيارتها لأجل العودة،،،العودة للمنزل،،،العودة للدليل،،،دليل صدقها ،،،دليل حبها الذي لم ولن يمت.
دفعت باب منزلها بقوة واندفعت نحو خزانة غرفتها لتُخرج ذاك الصندوق الذهبي الذي خصصته للاحتفاظ برسائل حبيبها وزهراته المصاحبة لها.
أخرجته ليكون دليل صدقها أمام ساعي البريد وأمام نفسها.
أخرجته لتجد عند فتحه أنه ........لا دليل ،،، لا رسائل،،،لا زهرات،،فقد وجدته فارغاً إلا من الهواء.
راحت تصرخ وتفتش هنا وهناك والتفكير يكاد يقتلها ويلقيها على الأرض جثة بالية،،ولكن نتيجة البحث كانت حيرة قاتلة وصمت لن يتبعه حديث.
سكت اللسان عن الكلام وتحدث العقل قائلاً:
مات الدليل...وأخلف الحب معي موعده[/color][/size][/b]


[center][size=21][b][color=red]تمت[/color][/b][/size][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/ShbabBlaml
هشام الدر
(((((المدير العام )))))
  (((((المدير العام )))))
هشام الدر


ذكر
الحصان
عدد الرسائل : 1978
تاريخ الميلاد : 06/04/1978
العمر : 46
الــبلد : مصر
الوظيفه : https://www.facebook.com/ShbabBlaml
Loisirs : https://www.facebook.com/ShbabBlaml
اسمك الحقيقى : آتش™ آتش
علم دولتك : مجموعة قصصية " صالة العرض " بقلم / همسه رقيقه Female31
تاريخ التسجيل : 22/05/2007

مجموعة قصصية " صالة العرض " بقلم / همسه رقيقه Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجموعة قصصية " صالة العرض " بقلم / همسه رقيقه   مجموعة قصصية " صالة العرض " بقلم / همسه رقيقه I_icon_minitimeالسبت 10 نوفمبر - 16:01

[size=21][color=#ff0000] [/color][/size][center]الجوع[/center]



[b][color=#003300][size=16]ثارت عليهم صرخاتها الحارقة وراحت تؤنبهم وتلقي اللوم في وجوههم الصامتة..تدفع قلبها بيدها اليمنى وكأنها تمنعه من تنفيذ قرار قد اتخذه،،تستند على جدار شرفتها الخارجية بيدها الأخرى حيث لا تقوَ قدماها على حمل أنفاسها المهلهلة.[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]كيف تركتموه يخرج وحده؟وكيف غفلتْ أعينكم عن مراقبته؟وكيف فتح الباب دون أن تلاحظونه؟![/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]هرعوا في سرعة وفزع للبحث عنه بينما هي لم تقوَ على الانتظار, ورغم محاولات جارتها لتهدئتها وإقناعها بالمكوث فهي لن تستطع فعل المزيد,,إلا أن أجزاءها أسرعت _الواحدة تلو الأخرى_تركض نحو الخارج بعد أن هوَت نبضاتها من شرفتها للبحث عن ولدها هنا وهناك.[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]----------------------------------..[/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]واحد...اثنان...ثلاثة_،،،_واحد اثنان ثلاثة...سبعة...أربعة...تسعة[/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]أنا سعيد جدا لأنني أعدُّ حبات الرمال دون أن يوبخني أحدهم... أغبياء..هم يحسبون أنني ألهو بها، لكنني أعدها فقط كي أعرف كم هي؟؟،،، واحد..اثنان ...ثلاثة...سبعة...أربعة...تسعة_[/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]يا إلهي ،،،،إنها كثييييييرة جدا ولا تزيد عن التسع حبات... وقد تعبت من عدها......[/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]أريد بعض الماء ،،،الجو حار جدا[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]نظرات تنم عن سعادة مفاجئة...ثم أنفاس لاهثة...ثم كلمات قد لا يفهمها آدمي...وليس قطة!!![/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]كم تلك القطة المنقطة جميلة...سأذهب للعب معها[/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]ما اسمك يا قطة؟؟أنا عليّ[/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]لماذا تنظرين لي هكذا وتصمتين؟؟ألا تعرفين اسمك!!!![/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]لا عليكِ...هيا نلعب سويا لعبة القطة والفأر....كما كان يلعبها الأطفال في الشارع المجاور هناك...نعم هناك عند منزلنا...كنتُ أشاهدهم من الشرفة...هيا نلعبها معاً،،أنا القطة وأنتِ الفأر[/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]تباً،،،حتى القطة المنقطة...تركتني ومضت ورفضت اللعب معي...هي أيضاً غبية...مثلهم...أنا لا أحبها[/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]سأذهب لألعب في ذاك الشارع المضيء ...وأتركها هنا في الظلام...وسأضربها بشدة لو لحقت بي[/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]نعم سأضربكِ لو لحقتِ بي وأجعلكِ تبكين...هل فهمتِ!!!![/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]---------------------------------...[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]تنهال دموعها لتحجب عنها وضوح الرؤية،تعترض نبراتها المتلعثمة مسيرة كل العابرين والواقفين على جنبات الطريق في ذاك الوقت[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]أرأيت طفلا في العاشرة ...قصيرا بدينا ذا وجه متسع دائري وأنف مضغوطة...يرتدي سترة زرقاء ويسير بمفرده من هنا؟[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]وحيث أبدا لا إجابة تشفي عليلها,كانت أنظارها تبحث عنه في كل مكان_بين الأزقة_على الأرصفة_قلب أعين المارة_وداخل السيارات.[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]-------------------------------...[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]لا تقلقي يا سيدتي، فأنتِ بخير والجنين بداخلك يتنفس بانتظام_ولكن!![/size][/color][/b]
[b][color=navy][size=16]ولكن ماذا يادكتور؟[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]قد لا يولد طفلك في حالة طبيعية[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]قاطعته قبل أن يكمل برعشة منكسرة[/size][/color][/b]
[b][color=navy][size=16]كنت أعلم على غير يقين[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]عاد ليكمل آسفاً :::[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]غالباً وقد قلت لك من قبل،،قد يعود الحمل_ بعد سن الثلاثين_ بالأثر السلبي على الجنين وقد يكون على الأم أيضاً..ولكني أؤكد أنكِ بخير..وتستطيعين القيام بمهام صعبة تنتظرك بعد وضع طفل سيكون له احتياجات من نوع خاص.[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]-------------------------------..[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]صعد الحزن على أكتافها حتى بلغ مراده وراحت دمعاتها تحكي ما بداخلها من وجع[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]لمَ ترك المنزل ومضى حيث مضى!!لمَ خرج وحده!! هي المرة الأولى التي يفعل فيها مثل تلك الفعلة [/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]لابد وأن أحدهم ضايقه بكلمة أو فعل ...أعلم أنهم لا يُقدرون...أعلم أنهم يكرهونه [/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]ترى لأين ذهب وماذا أصابه!![/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]ثم أتبعت صارخة،،،_حتى أن رواد الشارع جميعهم تعاطفوا معها وراحوا يبحثون عنه :::::[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]أين أنت يا ولدي أين أنت؟[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=12]-----------------------------..[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]ابتسامات بلا هوية..ثم همهمة عالية بعض الشيء حتى أنها اجتذبت أنظار الناس من حوله[/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]السير وسط تلك الأضواء المبهجة، والسيارات، والناس كثيرون، شيء يفرح القلب_آآآه ... الآن فقط عرفت سبب سعادة إخوتي عند عودتهم للمنزل ليلا_ ولطالما حلمت أن أخرج وحدي مثلهم دون قيود أمي وقيودهم،،[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]ثم أتبع بصوت غاضب مرتفع حتى أن كل من كان يسير بقربه انتفض وابتعد عن طريقه خوفاً منه:[/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]لكم مللت غضبهم الدائم مني، وخجلهم من التواجد معي بمكان، وحصار أمي المريض الغبي[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]ثم جلس على أرض الطريق متربعاً...وقال مبتسما حالماً:::[/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]كم حلمت أن ألعب الكرة مع أطفال الجيران أمام منزلنا...ولكنهم...ولكنهم أغبياء..هم أيضا لا يحبون اللعب معي،،رغم أنني أتقن لعب الكرة..نعم أتقنها [/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]ثم ألقى بحجر في الهواء وأمال بجسده كي يلتقطه قائلا:::[/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]وهل يستطيع أحدهم أن يلقف الكرة هكذا؟!!!!![/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]وبعد أن اصطدم الحجر برأسه صاح غاضبا:::[/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]ما أغباك من حجر...[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]راح ينظر للسيارات وكأنها لعبات صغيرة تدور في دائرة لا نهاية لها،،ثم عاد بعد تأمله ليكتشف من جديد أنه وحده بين الطرقات كما كان يحلم دوما[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]فتخرج فرحة صادقة صافية من عينيه الزائغتين و فمه المفتوح وهو يقول:::[/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]وها أنا أحقق أحلامي_فأنا لست فاشلا كما يزعمون،،وأستطيع أن أحقق أحلامي وحدي..[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]-----------------------------------...[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]كم أنا فاشلة،، ومقصرة في حقه،كان يحتاج مني لمزيد من العناية ،،كان يجب عليّ أن أهتم به أكثر،كنتُ أنا من يجب أن تراقبه دوما ،ولا أعتمد على إخوته ،فأنا أعلم جيدا ما يختبئ بسريرتهم.[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]أخذني عملي منه وتركته كثيرا وقت كان في حاجة إليّ،،،تركته لمن لا يقدرون احتياجه لحنانهم......لماذا!![/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]لماذا دوما يشعرون به حملا ثقيلا فوق أنفاسهم،أليس أخيهم؟ويحتاج جزءا من رعايتهم وحمايتهم وحبهم أيضا...سامحهم الله!!!فالكلمات لا تجدي معهم...والعظات ليست لمثلهم...أصحاب القلوب اللا مبالية[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]ترى أين أنت يا عليّ! عد إليَّ يا ولدي وارحم قلبا بداخلي يتألم.[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]------------------------------...[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]أخذته خطواته العبثية حتى هنا_متجر لألعاب الأطفال:::[/size][/color][/b]
[size=16][b][color=#003300][color=purple]أ[/color][/color][/b][b][color=#993366]ريد بعض الماء البارد،،،الجو حار [/color][/b][/size]
[b][color=#993366][size=16]لا بل إني جائع .........ولكن لا يوجد هنا طعام[/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]هنا....هنا....هنا لعب جميلة وأطفال أجمل...لستُ جميلاً مثلهم....نعم[/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=12]لذلك لا يحبني إخوتي؟؟ولم يقدموا لي يوما لعبة مثل تلك؟؟....ربما!!![/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]ألذلك أيضاً أبت أمي أن تُدخلني إلى هنا؟!! [/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]هنا....هنا أيضا كرات جميلة ملونة،،ها هي...أريد واحدة،، أريد واحدة...سأدخل لالتقاط واحدة ثم ألعب بها وحدي......[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]ماذا تفعل يا ولد؟أين نقودك ؟!![/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]ولا إجابة سوى تلك النظرات الزائغة التي لا تحمل لمن يراها سوى اللا شيء[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]أخرج من هنا هيا...أخرج ...[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=12]-------------------------------...[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]راحت دمعاتها تتذكر وجهه البريء وتبحث عنه بين ملامح الأطفال في متجر اللعب عبر تلك النافذة الزجاجية:::[/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]أمي...ماهذا المكان الجميل؟[/size][/color][/b]
[b][color=navy][size=16]أنه متجر للعب ...لعب الأطفال[/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]هيا ندخل إلي هناك إذن...[/size][/color][/b]
[b][color=navy][size=16]فيما بعد يا عليّ...أنا على عجلة ولم يعد أمامي متسع من الوقت،،،[/size][/color][/b]
[b][color=navy][size=16]لا تعطلني أكثر[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]عاودت زهرة الوجع بداخلها...لتفرز رحيقها من جديد،،،[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]لست أماً.....سامحني يا عليّ[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]أين ذهبت يا ولدي؟وكيف أنت؟ توحشتك كثيرا[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]-----------------------------...[/size][/color][/b]
[b][color=red][size=16]هل تعلمون لماذا غادر عليّ المنزل؟[/size][/color][/b]
[size=16][b][color=#003300]قال الأخ الأصغر[/color][/b][b][color=navy]...[/color][/b][b][color=#993300]لأنه غبي...طبعاً[/color][/b][/size]
[b][color=#003300][size=16]ثم عاود قائلاً:::[/size][/color][/b]
[b][color=red][size=16][color=red]لا بل ليجعلنا نبحث عنه طوال الليلة، هو هكذا لا يجلب لنا سوى المتاعب[/color][/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]قاطعهم الأخ الأكبر قائلاً:::[/size][/color][/b]
[b][color=#cc99ff][size=16]بل رحل ليبحث عن طعام لأنه جائع....نعم[/size][/color][/b]
[b][color=#cc99ff][size=16]خرج باحثاً عن حنان لم يجده بيننا...خرج عندما سنحت له الفرصة ووجدنا عنه معرضين..خرج هاربا من جفاف لمسه بداخلنا...[/size][/color][/b]
[b][color=#cc99ff][size=16]أتذكرون يوما من ألف يوم؟؟!!!::::[/size][/color][/b]


[b][color=#cc99ff][size=16]اسمع يا عليّ لو جلست في غرفتك هنا ولم تخرج أبدا لأحضرت لكَ قطع الحلوى التي تحبها[/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]بل أريد أن أخرج وأجلس معكم..أنتم وأصدقاءكم[/size][/color][/b]
[b][color=#cc99ff][size=16]أنت تثير ضجيجا وأفعالا مقززة يا علي أينما تجلس ،،اسمع ما أقوله لك [/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]لا... سأخرج وأجلس معكم...لا أحب الجلوس وحدي...[/size][/color][/b]
[b][color=#cc99ff][size=16]هكذا؟إذن لو خرجت من الغرفة سأضربك بشدة وأجعلك تبكي...هل فهمت!![/size][/color][/b]

[b][color=#cc99ff][size=16]كم كنّا قاسين عليه عندما كنا نضربه...نحن لا نصلح إخوة له..لا بد وأنه يكرهنا كما نعامله معاملة جافة[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]هبّ شيء خفي بقوة ليدفع بهم راكضين..هنا وهناك،،يقطع نداءهم خيوط الضوضاء بالشوارع المزدحمة[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]أين أنت يا عليّ....عد يا عليّ.....أين أنت يا أخي[/size][/color][/b]
[color=black][size=16]------------------------------[/size][/color][b][color=#003300][size=16]
انتبهي،، فعلي ّيحتاج منكِ لرعاية خاصة وكثيرا من الجهد...كي ترتقي بمستوى تفكيره وتنمية قدراته على التعلم والنطق السليم ..و مع الوقت سيصل إلى مستوى عقلي مقبول جدا وسيتقارب مع الأطفال الطبيعين من نفس عمره...[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]وهذا سيتطلب منكِ ومن جميع أفراد الأسرة والمحيطين به جهداً كبيراً،،،فقط لا تهملي الأمر والنتائج عندئذ سترضي الجميع... لأن عليّ يحمل استعدادا قويا للتعلم والفهم ...يتجلى في نظراته الناطقة تلك[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]غير أنه يمتلك حِسّاً مرهفاً قد لا نجده بين أطفال عاديين من نفس سنه[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]ابتسم عليّ فَرَحا،، تُلقي نظراته على طبيبه المعالج أوسمة التحية..وعبارات الإعجاب بفطنته وروحه لأنه الوحيد في هذا العالم الذي يفهمه...ويشعر به[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]ثم أردف الطبيب في ابتسامة::::[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]أراكِ لاحقاً... في انتظاركَ يا عليّ[/size][/color][/b]
[b][color=navy][size=16]شكرا يا دكتور،،،هيا بنا يا عليّ[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=12]----------------------------...[/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]أين أنت يا أمي.؟إني جائع ،،وتعبت من كثرة السير[/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]كما أنني توحشتك كثيراً...أريد أن أعود للمنزل[/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]ولكن كيف؟؟لا أعرف كيف العودة؟؟[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]نظرات فقدت صوابها تفشل في تحديد مكان لها تتوه بين أعين كل المارة،،هائمة على وجهها دون ملجأ أو عنوان:::ثم كلمات متكسرة غير واضحة المعالم للجميع:::[/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]...ياعم...أريد أن أعود للمنزل[/size][/color][/b]
[b][color=#cc99ff][size=12][color=seagreen]ماذا تقول؟؟،،،لا أفهمك!![/color][/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]أريد أن أعود لأمي...هناك عند منزلنا...ألا تعرفه أنت أيضاً!![/size][/color][/b]
[b][color=#cc99ff][size=16][color=seagreen]ترى ماذا يقول هذا الولد الغريب،، وما الذي يجعله يمشي بمفرده هكذا ،،ليتني أعلم عمّ يتحدث!![/color][/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]ظل يسير وحده بلا هدف يتحدث ولا أحد يفهمه ممن تحركت لديهم مشاعر الشفقة عليه ..يبتعد عنه البعض الآخر ناظرين إليه بازدراء واشمئزاز...[/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]هذا الرجل يشبه صورة والدي،،لابد وأن ابنته تلك التي تصاحبه تنعم بحياة هانئة[/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]لو كان أبي على قيد الحياة لكنت خرجت بصحبته///أين أنتِ يا أمي؟؟؟[/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]إني جائع [/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=12]---------------------...[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]تعالى الصراخ ليلف المكان بكل ما يحتويه[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]أين أنت يا علي؟؟؟؟ أكاد أموت بدونك[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]أين ذهبت يا صغيري[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]-----------------------...[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]ركض مسرعاً نحوها عندما دلّ نداءها الملهوف على مكانها بالقرب منه[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]ركض معلنا عن وجوده بقربها وسط الزحام[/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=12]أمي.....ها هي!!![/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]وصوت السيارات والضوضاء ونداءاتها العالية كلها حوائل بينها وبين نداءه[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]نبضات فرح لاهثة وخطوات مسرعة غير منتظمة بلا حارس أو أمين..هدفها فقط اللحاق بأمه قبل أن تغيب عن أنظاره ::::[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]سيارات ذات عجلات همجية تعدو هنا وهناك دون حاكم لها...لتأتي أحدها فتعترض طريق ركضه العفوي[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]وكأنها تأبى وصوله لغايته...وفجأة.....يكبح سائقها جماحها المنطلقة_ لتصدر صوتا عالياً يستدعي الأم الباحثة عن ولدها الصغير،،يمتزج بنداء خائف مُشوّش [/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]أمي....أمي[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]فتقف مجبرة ناظرة وراءها لترى صغيرها يقف أمام السيارة وقد ابتلت ملابسه خوفاً....وجموع الناس تجتمع للإطمئنان عليه....ركضت وكأنما تطوي الأرض تحت قدميها في خطوة واحدة[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]ضمته بين ضلوعها الحارة المتلهفة عليه...ثم قالت صارخة:::[/size][/color][/b]
[b][color=navy][size=16]ولدي..صغيري...هل أنت بخير!!![/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]لماذا فعلت ذلك يا عليّ...أو هكذا تترك أمك التي تحبك ،،وتمضي وحدك دون أن تخبرها[/size][/color][/b]
[b][color=navy][size=16]أخبرني لماذا خرجت وحدك؟؟؟؟[/size][/color][/b]
[b][color=#003300][size=16]أجابها بنظرة تائهة خافتة::::[/size][/color][/b]
[b][color=#993366][size=16]إني جائع جداً[/size][/color][/b]

[center][b][size=21][color=plum][color=red]تمت[/color][/color][/size] [/b][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/ShbabBlaml
هشام الدر
(((((المدير العام )))))
  (((((المدير العام )))))
هشام الدر


ذكر
الحصان
عدد الرسائل : 1978
تاريخ الميلاد : 06/04/1978
العمر : 46
الــبلد : مصر
الوظيفه : https://www.facebook.com/ShbabBlaml
Loisirs : https://www.facebook.com/ShbabBlaml
اسمك الحقيقى : آتش™ آتش
علم دولتك : مجموعة قصصية " صالة العرض " بقلم / همسه رقيقه Female31
تاريخ التسجيل : 22/05/2007

مجموعة قصصية " صالة العرض " بقلم / همسه رقيقه Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجموعة قصصية " صالة العرض " بقلم / همسه رقيقه   مجموعة قصصية " صالة العرض " بقلم / همسه رقيقه I_icon_minitimeالسبت 10 نوفمبر - 16:02

[size=21][color=#ff0000] [/color][/size][center]صالة العرض[/center]



[right][color=#000080][size=16]"ربما هي المرة الأولى منذ زمن طويل والتي أقرر فيها الخروج من منزلي للتنزه، ولكني لا أعلم ما السبب الحقيقي لهذا القرار!! ربما هو الروتين اليومي الذي سئمته وسئمني، أو ربما هي رغبة داخلية في الخروج من تلك الشرنقة التي سجنت نفسي بداخلها طوال هذه السنين، أو ربما.......[/size][/color]

[color=#000080][size=16]لا أعلم!!....لا يهم،،ما يستحق أن يُقال الآن هو أنني أشعر بالضيق الشديد...أرغب في العودة للمنزل"[/size][/color]
[right][color=black][size=16]راح يهمهم أثناء سيره ويفكر حتى أخذته خطواته إلى هنا....[/size][/color]
[color=black][size=16]هنا ..."صالة السعادة للعرض السينمائي"[/size][/color]
[color=black][size=16]رفع أنظاره لتلك اللافتة العريضة التي اعتلت المدخل الرئيسي للصالة ثم قرأ بصوتٍ هامس[/size][/color]
[color=#000080][size=16]"هذا الأسبوع فيلم "الحب فوق السحاب"[/size][/color]
[color=black][size=16]ضحك ساخراً في صمت ثم راح يهمهم من جديد:[/size][/color]
[color=#000080][size=16]"لا أظن أنه من الممكن أن تصل بي حالة الملل الشديدة تلك، والتي تسيطر عليّ هذه الليلة لتجبرني على الدخول لهذا المكان...أنا لا أحب التواجد بالأماكن المزدحمة،ولا أحب مشاهدة مثل تلك القصص الخيالية،،فرغم قسوة الحياة ورغم أننا أضعف من أن نواجهها بنفس قوة قسوتها ورغم أنها من سينتصر في النهاية إلا أنني لا أجد حلاً في اللجوء لعالم الخيالات والأحلام الدافئة ،الذي يقتل فينا الإحساس بواقعنا الأليم، وليس هناك أسوء من أن يموت فينا الإحساس"[/size][/color]
[size=16][color=black]ورغم اقتناعه الشديد برأيه والذي لم يتغير منذ سنين[/color][color=#993300] (فهكذا هو دوماً ومنذ أن كان في العشرين من عمره، و هاهي عشرون عاماً أخرى تمضي وهو لا زال يعيش بين أركان الحقيقة الأليمة كما يراها)[/color][/size]
[color=black][size=16]يتقدم للعامل المسؤول عن الدخول بطلب تذكرة خاصة لأجل مشاهدة العرض.[/size][/color]
[color=black][size=16]اتجه نحو مقعده للجلوس بين أفراد الفريق..."فريق المشاهدين"[/size][/color]
[color=#000080][size=16]"هذا مكان جيد مميز...أظن ذلك ممتعاً"[/size][/color]
[color=black][size=16]راح ينظر حوله ثم جلس،،،،[/size][/color]
[color=black][size=16]انحنى برأسه نحو ذلك الرجل ذو الملامح الصامتة الحادة والذي كان يجلس إلى جواره ثم قال:[/size][/color]
[color=#000080][size=16]"متى سيبدأ العرض من فضلك سيدي؟؟"[/size][/color]
[color=black][size=16]صمت قليلاً ثم أجابه دون أن ينظر إليه [/size][/color]
[color=red][size=16]كلها دقائق ويبدأ العرض[/size][/color]
[size=16][color=black]عاد يهمهم من جديد،، [/color][color=#000080]"ما به هذا الرجل..لا بد أنه يمر بضائقة،،،نعم أعتقد ذلك،،،أو ربما....."[/color][/size]
[color=black][size=16]لفتت أسماعه تلك الأصوات المتضاربة الهائمة في سماء ذلك المكان الصغير وكأنها تبحث عن مجيب لها،، لتقطع عليه همهمته وتصيبه ببعض الدوار، فهو لا يتحمل صوت الضوضاء[/size][/color]
[color=black][size=16]أرسل رأسه للوراء قليلاً لتطرق أبواب أذنيه بعض أصداء تلك الأصوات،فتقدم له دعوة للمشاهدة والمشاركة[/size][/color]
[color=red][size=16]<قد مرت خمسة أعوام منذ أن تمت خطبتنا وحتى اليوم ، وأنت على حالك ، لم تدبر منزلاً للزواج ولم تحصل على وظيفة حتى الآن،ألا ترغب في الزواج مني!!،،أم أنكَ.....[/size][/color]
[color=blue][size=16]وهل هناك باباً بعد لم أطرقه!! تعلمين جيداً أنني أبذل قصارى جهدي ولكن الظروف دوما تعاندني،الوظيفة ليست بالأمر الهيّن ،والحصول على المال أصبح أصعب من السير على الماء[/size][/color]
[size=16][color=red]سئمت كلماتك التي لن تتغير،، ألم تفكر بأمري أنا؟! ألم.....>[/color][/size]
[color=black][size=16]أوقفها عن متابعة حديثها الغاضب تلك القبلة الدافئة التي أهداها لها ليصمتها[/size][/color][/right]

[right][color=black][size=16]أخجله قليلاً ما رأى،،فانتشل أنظاره في سرعة وهاهو يعود مرة أخرى لهمهمته.[/size][/color]
[color=#000080][size=16]"وما الذي حال دون زواجي وأنا أفضل منه حالاً وأمتلك من المال ما يعينني ،قد أكون أكثر احتياجاً منه لحضنٍ دافئ يضمني وألجأ إليه..فلماذا أمضيتُ حياتي وحدي!![/size][/color]
[color=#000080][size=16]ربما هي دائرة الحياة المغلقة والتي لا زلت أدور بداخلها مسرعاً دون توقف رغم العناء وآهات التعب"[/size][/color]
[color=black][size=16]أسكتَ هذيانه ذاك الحوار الذي اغتال أذنيه عنوة،، ليجعله يعدّل من جلسته لأجل مشاهدة أبطال الحوار[/size][/color]
[color=#000080][size=16]"يبدو أنهما صديقان حميمان،،ما أجمل الصداقة وما أقوى ذاك الرباط النادر،حتى هو أيضاً قد حُرمت منه"[/size][/color]
[color=red][size=16]<كيف اتخذت قراراً مثل هذا وحدك! وكيف لم تخبرني ولم تخبر أحداً بالأمر!أرى أنكَ تسرعت في قرارك،مثل هذه القرارات المصيرية لا يجب التعامل معها بهكذا تهور...[/size][/color]
[size=16][color=blue]بل هو قرار صائب، كانت النهاية واضحة لنا منذ البداية،،هي ليست لي وقد فشلت أنا أيضاً في إسعادها،عندما تُبنى الحياة الزوجية على اللا تفاهم واللا اهتمام ثم تدفع بالزوج لخيانة زوجته،،حينها يجب أن تُهدم،فهدمها بناء لعلاقات أثمن وأقوى مع الذات>[/color][/size]
[color=black][size=16]التقط أذنيه بقوة من ساحة الحوار تلك والتي أنهكت مسامعه،،حدّث ذاته متألماً[/size][/color]
[color=#000080][size=16]"ما أبشع الخيانة،،الآن أحمد الله أنني لم أتزوج،من الصعب أن أصبح زوجاً مثالياً،قد أغفل عن واجباتي،قد أخون،،لا لا أنا لست خائناً،،قد تخون هي!! ،،لا لا هكذا أفضل"[/size][/color]
[color=black][size=16]قطع حديثه صوت ذلك الشجار العنيف الذي اقتحم المكان فجأة،،ليهبّ من على مقعده واقفاً راغباً في مشاهدة وتفسير الأمر،ولكنه لم يشاهد سوى رجال الأمن المسؤولين عن الصالة يصطحبون مجموعة من الشباب للخارج[/size][/color]
[size=16][color=black]عاد يجلس مُهمهماً [/color][color=#000080]"ترى ما الذي حدث؟ تمنيت أن أعلم لماذا تشاجر هؤلاء الشباب ،بالتأكيد هناك سبب قوي،،قد يكون.....لا عليَّ،،،لا يهم،،،ما يؤرقني الآن هو أن الجلوس هنا ليس بالأمر الممتع...ترى متى سيبدأ العرض!!!""[/color][/size]
[size=16][color=red]<وإن كانت ما تجلبه لنا تلك الوظيفة لا يسمن ولا يغني من جوع..ابحث لكَ عن عمل إضافي..المصروفات الخاصة بمدارس الأولاد متى ستُلبى؟! وما هو مصير تلك الأجهزة المتعطشة للصيانة والإصلاح منذ زمن!! وأين أنا من كل هذا!!نعم أنا دوماً بين أحضان النسيان منذ تزوجتك..أحمد الله أنك لا زلت تذكر أني زوجتُك...لا بأس...وإن نسيت أنت لن أنسَ أنا إبلاغك أن صاحب المنزل الذي نسكنه قد سأل عنك مراراً اليوم...هل ستسافر مبكراً ؟؟...ومتى ستعود؟؟...لا تتأخر إذن... .أريد أن أسألك أيضاً عن..........>[/color][/size]
[color=black][size=16]التفت برأسه للوراء ليجد زوجة تتحدث لزوجها،،وزوجاً لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم،،فلا يعير حديثها اهتماماً،، وينشغل عنها بما هو أهم وأفضل "بتناول بعض حبات الفول السوداني".[/size][/color][/right]

[right][color=black][size=16]ضحكات عالية داخلية تتردد بين أركان نفسه،يقتلها الصمت فجأة عندما تسلل لمسامعه حوار من نوع آخر،ليشاهد مشهداً حيّا من جديد[/size][/color]
[color=red][size=16]<رغم تلك الأشهر الطويلة التي مضت على ذكرى ذاك الحادث الأليم إلا أنني لا زلت أره أمام عيني يتكرر كل لحظة،،أرى الحياة كأمٍ لا تنجب إلا الأحزان،،كسحابة ألم قد سكنت سماء العمر و الأيام فلم تمطر إلا وجعاً،،يقتلني فراق أمي وأبي وتمزقني الوحدة يا عم[/size][/color]
[color=blue][size=16]بل أنعم الله علينا بنعمة النسيان كي نصبح قادرين على استكمال الطريق للنهاية،،ولكن هذا إن رغبنا نحن أن ننسى،،وأهدانا الصبر وإن كانت مرارته أقسى من مرارة أوجاعنا[/size][/color]
[size=16][color=blue]تناسى الأمر،،وانخرط في دوامة الحياة والتي هي كفيلة بأن تنسيك اسمك.........>[/color][/size]
[color=black][size=16]دموع قاسية تهطل بشدة من بين جفونه الحزينة[/size][/color]
[color=#000080][size=16]"أمي،،،كم اشتقت إليكِ ..ورغم البُعد..حبك في قلبي شمس لم ولن تغيب"[/size][/color]
[color=black][size=16]تعلن تلك الموسيقى بداية العرض لترتسم على شاشة العرض"حب فوق السحاب"[/size][/color]
[color=black][size=16]جفف دمعاته،،عدّل من جلسته،،ثم نثرَ أنظاره بين الجالسين في الصالة ليلملمها مرة أخرى بعد برهات قليلة،،تعتلي ملامحه ابتسامة حزينة،،،ثم يمضي متجهاً نحو باب الخروج ليسأله المسؤول عن المكان[/size][/color]
[color=red][size=16]عفوا سيدي،،إلى أين!! قد بدأ العرض[/size][/color]
[size=16][color=#000080]"لا بل قد انتهى العرض،،،شكراً جزيلاً لك".[/color][/size][/right]


[/right]



[center][color=red][size=21][color=red]تمت[/color][/size][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/ShbabBlaml
هشام الدر
(((((المدير العام )))))
  (((((المدير العام )))))
هشام الدر


ذكر
الحصان
عدد الرسائل : 1978
تاريخ الميلاد : 06/04/1978
العمر : 46
الــبلد : مصر
الوظيفه : https://www.facebook.com/ShbabBlaml
Loisirs : https://www.facebook.com/ShbabBlaml
اسمك الحقيقى : آتش™ آتش
علم دولتك : مجموعة قصصية " صالة العرض " بقلم / همسه رقيقه Female31
تاريخ التسجيل : 22/05/2007

مجموعة قصصية " صالة العرض " بقلم / همسه رقيقه Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجموعة قصصية " صالة العرض " بقلم / همسه رقيقه   مجموعة قصصية " صالة العرض " بقلم / همسه رقيقه I_icon_minitimeالسبت 10 نوفمبر - 16:03

[center][size=21][color=red][center]صرخات[/center]
[/color][/size][/center]


[size=16][b]انطلقت تلك الصرخات من أعماقها لتملأ أركان الغرفة (غرفة العمليات) وتعلن عن حلول لحظة طالما حلمت بها وانتظرتها شهوراً طويلة .تلك اللحظة التي ستضع فيها قطعة منها ومنه .ثمرة زواج دام عاماً واحداً..عام من السعادة والهناء. تعلو الصرخات وتعلو معها اللهفة في جني الثمار بعد التعب وما بين كل صرخة وصرخة لقطات من حياتها تتسابق أمام عينيها.
ملاك حنون يربت عليها برفق وشبح أسود مخيف يحمل بيده سكين ليقدم عليها ويطعنها بها..دموع حزينة ووجه بريء صغير يبتسم في وجهها. .صندوق من الأحزان والآلام ينسكب في طريقها وهي تسير وبرواز ثمين لصورة أمها التي لم ترها ولم تنعم بحنانها .....وتتوالى اللقطات تشاهدها لتتجسد حياتها أمام عينيها فتعيشها من جديد.

لم تشعر بالحرمان مثلما تشعر به في هذه اللحظة .كانت تتمنى أن تشاركها أمها ألمها وفرحتها الآن.أمها التي حرمها القدر من أن تراها.....ولكنها تراها الآن أمام عينيها وهي تتألم لحظة ولادتها لها بل إنها تسمع حتى صرخاتها تملأ أذنيها..صرخات آلام الوضع ممزوجة بصرخات التعب من الدنيا وما صنعته بها بعد أن توفي زوجها بعد صراع مع المرض ليتركها وحيدة لا أب تلجأ إليه ولا أم تطرق بابها... تواجه مصاعب الحياة بصحبة طفلتها الصغيرة التي تحملها بداخلها .فتضطر للخروج للعمل أثناء حملها بعد رفض أختها الوحيدة مساعدتها ولو بالقليل لمجرد أنها تزوجت دون رغبتها بمن دق قلبها بحبه.....وتعلو صرخات أمها في أذنيها أكثر وأكثر لتنقطع فجأة بعدما أصدر الموت قراره بفراقها عن الحياة لتتركها وحيدة..دون أم ..دون أب ..دون نظرة عطف أو لحظة حنان تستمدها من أحضانها.
هنا يعلو صوت بكاءها لفراق أمها تتخلله صرخات آلام الوضع .

مشهد جديد وبسمة رغم البكاء ترتسم في عيون دامعة إذ انتقلت الذكريات إلى ذلك المنزل الكبير الذي نشأت فيه وقضت به أجمل سنوات عمرها .إنه منزل (الخالة الأم) والتي بعد أن علمت بوفاة أختها أثناء وضعها طفلة صغيرة هرعت إلى المشفى يملأها الندم على قسوتها تجاه أختها الراحلة وبقايا عطف ورحمة لازالا يسكنا قلبها جعلاها تلتقط تلك الوليدة الصغيرة لتضمها برفق لأحضانها عازمة على أن تهبها من الحنان ما تدفع به ثمن قسوتها مع أمها في الماضي ثم تصطحبها لمنزلها لترعاها وسط أسرتها الصغيرة (زوج وطفل لم يكمل بعد عامه الأول)....لتكن لها أماً....لم تبخل عليها بالحنان رغم أن حنانها لم يعوضها أبداً عن حنان أمها ..كانت تربيها على أمل أن تحصد في النهاية ابنة لها هي...وتمضي الأيام لتخيم السعادة على تلك الأسرة الصغيرة (أم وأب..أخ وأخت) .وتمر الأعوام الدافئة تباعاً حتى أصبحت تلك الطفلة الصغيرة فتاة يافعة جميلة لم يتبق لها سوى عام واحد على إنهاء دراستها الجامعية.
وضعت الأقدار في طريقها ذلك الشاب الطموح بسيط الحال والذي اختاره قلبها حبيباً واختارته هي رفيقاًً في درب الحياة كما كان زميلاً لها في الجامعة...وفي نفس اليوم الذي قررت فيه أن تصارح خالتها بحبها الذي ملأ حياتها في الفترة الأخيرة وتطلب منها تحديد موعد لمقابلة ذلك الشاب ومن ثم الموافقة على الزواج منه , كانت (الخالة الأم) تبادر هي في طلب من نوع آخر.
هنا علت صرخاتها أكثر وما عادت تطيق الألم وراحت تشاهد ذلك اليوم أمامها وتعيش ذلك الموقف العصيب من جديد لترتسم بوضوح علامات الضيق والحيرة على ملامحها.
فعندما عرضت خالتها عليها الزواج من ابنها الوحيد والذي أنهى دراسته الأكاديمية ويدير مؤخراً إحدى شركات والده تلجمت مشاعرها بداخلها وعجز لسانها عن الرد ليصبح الصمت ودموعها السجينة بداخل مآقيها هما عنوان إجابتها..وراحت التساؤلات الحائرة تتضارب بداخل رأسها...أتتزوج مِن مَن اعتبرته أخاً لها !! أتقبل الزواج منه عرفاناً منها بالجميل وحتى لا تحطم قلب الحنونة التي رعتها مثل ابنتها طوال هذه السنين وكونت لها بيتاً وأسرة!!..أتقتل قلبها وتتنازل عن حبها لنفس السبب!! ..ولم تجد مخرجاً لها من دائرة الحيرة تلك سوى أن تفصح لخالتها عن أمرها ليأتي ردها مفاجأة غير متوقعة تقع عليها كالصاعقة حينما قالت لها بعنف والنار تتأجج بداخلها:
(صورة أنت من أمكِ عندما عزمتْ على الزواج ممن لا يليق الزواج به.
رغم أنكِ نشأت بين أحضاني إلا أنك صورة منها هي...كم كنتُ حمقاء يوم ندمت على قسوتي معها.. .كم كنتُ حمقاء يوم أن وهبتك من الحنان مالا تستحقين..والآن عليكِ أن تختاري إما أن تذهبي لتحققي سعادتك الزائفة ...ولكن..بعيداً عن هذا المنزل.. .وإما أن تحققي رغبتي فتنعمي بأم وأسرة وحياة هانئة مستقرة دون متاعب أو كفاح..أنت من ستختار).

لم يكن الاختيار بعد هذا الرد بالأمر الصعب .فقط تملكها الحزن الشديد عندما أيقنت أن لكل شيء في هذه الحياة ثمن....
وكان الاختيار... الحياة ذات المتاعب المليئة بالكفاح. ولكن ما احتوته من حب صادق أخفى مذاق التعب وسحق لحظات الألم السالفة . لقد رزقها الله ذلك الزوج الحنون العاشق لها لتتذوق بقربه معنى السعادة الحقيقية لا المزيفة ....تعلو هنا صرخاتها أكثر وأكثر وما بين كل صرخة وأخرى بسمة يملؤها الأمل ويغمرها الشوق للنظر في عيني وليدها الصغير...ثمرة حبها وبرهان سعادتها..
تهدأ الصرخات لحظات قليلة لتعود فتعلو من جديد لتحيط أصدائها بأرجاء المكان. تعلو الصرخات..ويتصبب جسدها عرقاً ..وصورة أمها لا تفارق خيالها..ويخفق القلب بقوة لتعلو نبضاته فيسمعها جميع الأطباء بالغرفة ثم يصمت تماماً...لتنغلق عيناها بعدما أصدر الموت قراره الثاني على التوالي بالفراق بينما أعلن الصوت الهزيل لذلك الوليد الصغير نقطة بدء في حياة أخرى جديدة.[/b][/size]



[center][size=21][color=red][center]تمت[/center]
[/color][/size][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/ShbabBlaml
هشام الدر
(((((المدير العام )))))
  (((((المدير العام )))))
هشام الدر


ذكر
الحصان
عدد الرسائل : 1978
تاريخ الميلاد : 06/04/1978
العمر : 46
الــبلد : مصر
الوظيفه : https://www.facebook.com/ShbabBlaml
Loisirs : https://www.facebook.com/ShbabBlaml
اسمك الحقيقى : آتش™ آتش
علم دولتك : مجموعة قصصية " صالة العرض " بقلم / همسه رقيقه Female31
تاريخ التسجيل : 22/05/2007

مجموعة قصصية " صالة العرض " بقلم / همسه رقيقه Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجموعة قصصية " صالة العرض " بقلم / همسه رقيقه   مجموعة قصصية " صالة العرض " بقلم / همسه رقيقه I_icon_minitimeالسبت 10 نوفمبر - 16:04

[center][size=21][color=red][center]أيامٌ في الذاكرة[/center]
[/color][/size][/center]


[right][b][color=black][size=16]رياحُ الحقيقة ستهبّ لا محالة..فلا داعي لاستدعاء إعصار قوي ليقتلع الآن حياتي كلها من جذورها[/size][/color][/b][/right]
[b][color=black][size=16]قلتها لنفسي تلك الليلة..كانت باردة..وكم تمنيتُ أن أكون مثلها،ورغم أني غرستُ بداخلي برْداً،إلا أنها لا زالت تتابع اشتعالها.لا زالت تلك النار تتابع مسيرتها بأحشائي،والصبر بصحبتي ما استطاع أن يصبر، ولكن، ذاك الدوار الذي أصابني حال دون وقوفي على الأرض،حال دون دخولي إلى هناك..وأصبح مكوثي بالخارج أنتظر وسيارتي الصامتة،قدر لا مجادلة فيه.[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]ولكن ماذا أنتظر!! بعد أن رأيتها تخرج من ذاك العقار البالي ،وتجلس إلى جواره بسيارته،ثم يُكمل معها مسيرته حتى عبرا سويّا باب هذا المشفى إلى الداخل.[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]هي ذاتها...نعم أتذكرها جيداً، وأرى ذلك اليوم جليّا رغم ظلام الحقيقة،هي من كانت تجلس إلى جواره ذاك اليوم أيضاً.عندما رأيتهما صدفة.[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]لا أنسى أبدا،،عندما أجابني بهدوء وثقة شديدين...أنها مديرة أعماله الجديدة،ورغم تظاهره بالسعادة لأجل غيرةٍ لمحها تختبئ خلف نبرات صوتي كما قال، إلا أنني أعلم تماماً أنه يكذب،،فقلب المرأة لا يخطئ أبداً...أبداً لا يخطئ.[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]ولكني أرضيتُ قلبي حينها قائلة..ما جعله ينكر،هو بالتأكيد بعض بقايا حبٍّ تجاهي لا زالت تسكن قلبه..وخوفٌ على كيان هذا المنزل أن ينهدم،وكلاهما يرضيني مؤقتاً حتى أتحرى حقيقة الأمر.[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]لولا ما حدث ذاك اليوم وأني ألمح تغييرا طرأ عليه في الفترة الأخيرة،ما كنتُ تتبّعت خطواته حتى هنا.....[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]والآن،،، أراني سأفتح شرفات اليقين!!![/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]هل هي صفقة مهمة وعاجلة ستُجبره على التأخر قليلاً وربما المبيت خارج المنزل هذه الليلة؟! كما أخبرني قبل أن ينصرف.[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]أم هي زوجته؟؟؟!![/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]وما سبب وجودهما هنا؟!![/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]لا أعلم من أين أتاني هذا الثبات وكيف استجمعتُ كل هذا الصبر...لا أعلم!!![/size][/color][/b]

[b][color=black][size=16]**وتلك اللحظة، كانت أشد من كل ذلك وأقوى...ما الذي أراه؟!![/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]كاد أن يفارق قلبي النبض...أبي!!![/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]هل هو أبي؟!! ذاك الذي يخرج بصحبتهما معاً!!لمَ؟!وكيف؟!.[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]إن كان من المفترض أن يكون عمل والدي كطبيب محلُّه هذه المشفى هذه الليلة،فما الذي أتى بهما إليه؟! ،هل كان يعلم؟! ،أم هي مجرد صدفة؟![/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]حتى الأسئلة الحائرة برأسي،توقفت عن الدوران. وخمدت كل أفكاري. وما كان مني إلا أن انطلقتُ نحو المنزل مسرعة قبل أن يعود زوجي إليه.[/size][/color][/b]

[b][color=black][size=16]**لا أنسى أبداً...رعشة نظرات والدي عندما تلجّمت نبراته بحلقه, يوم طلبتُ منه الحضور كي أتحدث إليه في أمرٍ هام،شعرتُ تلك اللحظة بأنني أسكنته موضعاً لا يُحسد عليه...عندما طلبت منه تفسيراُ لما رأيت تلك الليلة.[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]وقد ألقى على مسامعي متلعثماً ، ما لم أكن أنتظر سماعه على الإطلاق![/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]ابنتك؟!!! ،،أختي؟؟!![/size][/color][/b]
[b][color=navy][size=16]لم يكن بمقدوري أن أعلن الأمر قبلاً...خوفاً من أن أهدم حياتي وحياتكِ بيديّ،خوفاً على مشاعر والدتك،خوفاً على أشياء كثيرة وعلى قلوبٍ أحبها أكثر.[/size][/color][/b]
[b][color=navy][size=16]ومنذ أن توفت والدتك وأنا أبحث عن الوسيلة التي أعرض بها الأمر عليكِ، وفي كل المرة يلازمني التردد ويصادقني الخوف من رد فعلكِ،أو أن يهتز هذا الكيان أمامك ،والذي بنيتهُ طوال هذه السنين.[/size][/color][/b]
[b][color=navy][size=16]أحياناً كنتُ أجبر نفسي على البوح بسرّ السنين، وأحياناً أكثر كان إيماني بالكتمان أقوى مني،، وفي الآونة الأخيرة كنتُ في أمَسِّ الحاجة لقبرٍ أدفن فيه أحزاني،وما فاضت به نفسي من أحمال....وأحمالي لو تعلمين عظيمة.[/size][/color][/b]
[b][color=navy][size=16]فأعلمتُ زوجك بالأمر..وأنا أيضا من طلبتُ منه ألاّ يخبرك به،لأمهد أنا لإبلاغك،ولكنها إرادة القدر..أن تعلمي الآن.[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]لا أنسى أبداً نظراتي وهي تجيبه حائرة[/size][/color][/b]
[b][color=red][size=16]هل كان هو منكَ أقرب؟!!ظننتني أقرب الناس إليك![/size][/color][/b]
[b][size=12][color=red]ظلمتَ نفسك..وظلمتنا جميعاً.. جميعاً يا أبي.[/color][/size][/b]
[b][color=black][size=16]كم كنتُ أتلمس حناناً تبعثر في المكان واختفى..كنتُ في أشد الحاجة لأنهض وألملمهُ،،[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]كنتُ أتمنى أن أحتضنه " أبي"..قبل أن يمضي ويتركني.[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]كنتُ أتمنى أن أذهب إليها "أمي"..أبكي بين ذراعيها.[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]كنتُ أن أحتضنها"أختي الوحيدة"..تلك اللحظة بالذات.[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]تمنيتُ لحظة صدق بين يديه "زوجي الحبيب"..أعترف له فيها بما كان مني،فكم كان يؤلمني طعم الظلم على لساني،عندما ظلمته،كم كنتُ قاسية في الحكم عليه.. حتى وإن لم أعلنهُ له.[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]تمنيت الكثير ولم يحدث...ولم أفعل!!،حبستني دموعي بداخلها.[/size][/color][/b]

[b][color=black][size=16]** ودموعٌ أخرى تتجدد بين أجفاني.. تحررني،لتأتي بعدها أخرى فتأسرني من جديد،في ذلك اليوم بعد أن خرجتُ من المشفى.[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]يومها أخبرني والدي بأن فصيلة دمي تُطابق فصيلة دمها،فكانت آخر أحلامي...[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]تمنيتُ أن أكون سبباً في منحها الحياة، أن تحتضن عروقها دماً يسري بداخلي.."أختي المريضة بالسرطان"،وهي لم تكمل بعد العشرين من عمرها،وتحتاج لنقل دم دوري قبل كل "جلسة علاجية"تخضع لها لأجل محاربة المرض.[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]لم يحزنني يومها خبر مرضي،الذي لطمني به طبيبها المعالج، عندما قال لي"أنتِ مصابة بمرض الدم"،بقدرِ ما حزنت لأنني لستُ أنا...لستُ أنا من اختارها القدر من بين ما اختارهم كي يمنحوها الحياة.[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]كنتُ أريد أن أبلّغها حنان الأخت الكبرى،بعدما سُلب منها حنان الأم عندما توفت والدتها منذ أشهر قليلة،كنتُ أريد أن أعوّض نفسي أيضاً حناناً افتقدته،بعدما حُرمتُ مشاعر الأمومة.[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]كم كان ذاك اليوم في منتهى القسوة....[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]ولكني لن أنسى أبداً..قلباً حنون استشعرتُ دفء نبضاته وأنا بين أحضانها في المشفى، قبل "الجلسة العلاجية" ،ودموعنا تتلاقى عند نقطة لا نراها نحن الاثنين.......[/size][/color][/b]

[b][color=black][size=16]والليلة..هذه الليلة...عندما شعرتُ أنها آخر ليالي العمر،أمسكتُ بقلمي وهذه الورقة، كي أرسم أياماً لم ولن أنساها،،وأخطّ لها كلمة حبِّ ،نطقها القلب قبل اللسان.[/size][/color][/b]


[b][color=black][size=16]ومادامت على قيد الحياة تعيش...أتركُ لها أمانة..."والدي" و "زوجي".[/size][/color][/b]



[b][size=16][color=black]طوَت الأخت الصغرى ذلك الخطاب المبلل بالدموع،وألقته بجوارها،كعادتها كل ليلة..علّها تنَم ..فمنذُ رحيل أختها منذ سنوات، وجفنها لم يذُق طعم النوم والراحة.[/color][/size][/b]


[center][size=21][color=red][center]تمت[/center]
[/color][/size][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/ShbabBlaml
هشام الدر
(((((المدير العام )))))
  (((((المدير العام )))))
هشام الدر


ذكر
الحصان
عدد الرسائل : 1978
تاريخ الميلاد : 06/04/1978
العمر : 46
الــبلد : مصر
الوظيفه : https://www.facebook.com/ShbabBlaml
Loisirs : https://www.facebook.com/ShbabBlaml
اسمك الحقيقى : آتش™ آتش
علم دولتك : مجموعة قصصية " صالة العرض " بقلم / همسه رقيقه Female31
تاريخ التسجيل : 22/05/2007

مجموعة قصصية " صالة العرض " بقلم / همسه رقيقه Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجموعة قصصية " صالة العرض " بقلم / همسه رقيقه   مجموعة قصصية " صالة العرض " بقلم / همسه رقيقه I_icon_minitimeالسبت 10 نوفمبر - 16:05

[center][size=21][b][color=red][center]الإختيار[/center]
[/color][/b][/size][/center]


[b][color=black][size=16]تشعّب الضيق بداخلي واستكانت فروعه،فقررت قهره على الفور خوفاً من أن يقهرني هو...ورغبتي الشديدة في تغيير مسار حياتي الذي كللته دفعني على قضاء يوم عطلتي ذاك الأسبوع،وحدي كما يحلو لي،،،،،،[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]ورغم احتياجي الشديد لمن أتحدث إليه_ إذ ذاك_..إلا أنني اعتذرتُ عن دعوة "غسّان"_صديقي المقرّب_ على الغداء اليوم ،ولا أعلم لمَ!!،ربما رغبة في التغيير أيضاً،وربما لأن الأنفاس لا تقوى_وقتئذ بالذات_على حمل ساعات بصحبته،،حتى هو...أصبحت مشكلاته الغريبة الأطوار تحاصره من جميع الاتجاهات ،وقد أوشكتُ أشعر أنها قاربت تحاصرني أنا الآخر،فمتى ألقت بي الأيام بين أحضانه_لا حديث له سوى"الإسطبل" و "الخيل" ومشكلاتها التي لا شاغل له إلا هي..حتى أنني_ ولا أبالغ إن قلت_أنه قد لا يتذكر أسماء أطفاله بالتحديد من زوجاته الثلاث،،فهو لا يعير لهم ولا لهنّ اهتماماً قدرَ ما يمنح لخيله العربية الأصيلة.[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]تناسيتُ أمره تماما..فعندما أتمعن في حياته وتصرفاته أكاد أفقد بصيصَ عقلٍِ لازلتُ أمتلكه.[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]قادتني سيارتي _يومها_حيث لا أعلم،وتركتها تعدو حيث تريد،وراحت عجلاتها تطوي شوارع القاهرة في ذاك النهار الخاوي من النور والدفء وكأنها قطعة صغيرة.[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]وما أن بلغتْ مبلغها حتى سمعتُ أنفاسي مضطربة مبهورة،لم أكن أتخيل أن يسوقني الحنين إلى هنا_تلك الساعة_والتي قد بلغتُ فيها الذروة_ذروة الأسى_،إنه "الحي" الصغير الذي نشأتُ فيه وقضيت بين جدرانه[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]أجمل أيام حياتي،موطن الدفء والذكريات،والذي لم تطأه قدميّ مذ رحيل أبوَي عنه منذ سنوات طويلة.[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]وراحت خطواتي تعبث بجنبات الحي الذي تغير كثيراً،فشعرت وكأن أزقته قد ضاقت على منازله البالية،ولمحتُ أسئلة عدة تخرج من بين ثناياه لتصرخ_ثم تتعثر لتنكفئ على وجهها فتصمت،ووجدت نفسي أقف أمامه_منزلنا الصغير_ورأيت أمي بشرفته تناديني،كفاك لهوا يا "سعيد" واصعد كي تستذكر،ورأيتني أروّض الكرة كالمحترفين وأمررها ل "شوقي" وأعود لألتقطها منه من جديد ولا أستجيب لنداء أمي_وها هو أبي يعود من عمله،تبتسم ملامحه كعادته_ويصطحبني معه للأعلى،وأترك الكرة على مضض.[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]أفقتُ بعد برهات قليلة،تبللني الدموع،فكم اشتقت إليهم جميعا _وعلى الفور...أخذتني خطواتي نحو منزله_"شوقي"، صديق الطفولة والصبا_والذي لم ألمح له شبحا منذ تركتُ "الحي".[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]دققتُ الباب وقد انتابتني خفقة صغيرة تسألني_وهل ستجده هنا بعد كل تلك السنوات_وخفقة أخرى تتبعها تتلهف لرؤيته.[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]وما أن انفتح الباب حتى تدفق فيضان الحنين واللهفة ليغمرنا بحرارة هي أحّر من لهيب الدنيا الذي لا يَملُّ ولا يبرد،وتحركت الحياة بداخلي مرة أخرى وكأنني أولد من جديد، لم يتغير كثيراً_هو كما تركته منذ زمن_وما أن مرت هنيهات قليلة حتى ركد كل شيء بالدواخل وسكن تيار المشاعر لتهبّ ريح الصمت فتحاصر المكان من حولنا.[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]هاجمها بصعوبة،، قائلاً في فتور مفاجئ:[/size][/color][/b]
[b][color=red][size=16]تفضل يا صديقي،البيت بيتك[/size][/color][/b]
[b][color=red][size=16]كيف أنت يا رجل،وأين كنت طوال تلك الفترة،وكيف لم تتذكر ديارنا سوى اللحظة![/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]فقلت كلمات هي عليّ ثقيلة...ولم أدرِ ماذا أصابني![/size][/color][/b]
[b][color=#003366][size=16]العتاب حق الأحبة،ولكنها دوامة الحياة الطاحنة،قد تأخذ كل شيء في عجلة دورانها،ولكنها أبداً لا تقوى على سلب ذكريات جميلة بداخلي لكم،فلَكَم اشتقت" لِحيّنا" ولك يا صديقي...[/size][/color][/b]
[b][color=#003366][size=16]فمنذ أن غادرت_هنا_بعد تخرجي ووفاة والدّيّ وسافرت للعمل بالخارج،عدتُ بعد سنوات ليست بالقليلة بزوجة وطفل صغير، ثم كوّنت شركة صغيرة حتى أنعم الله عليّ وأصبحت تلك الشركة مجموعة شركات كبيرة تحمل اسمي،ورغم أنني حققت أغلب ما تمنيت،إلا أن عجلة تطلعاتي المسرعة لازالت تأخذني/ولازلت أوافقها.[/size][/color][/b]
[b][color=#003366][size=16]وكيف حالك أنت؟[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]لم يُجب_وكأنه أجاب_قائلاً:كما ترى أيها الفَطِن[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]ثم سألني بغتة_وكان يقرأني دون عناء:[/size][/color][/b]
[b][color=red][size=16]ما خطبك!!أراك مهموم الخاطر!![/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]تنهّدتُ دون ارتياح ثم قلت:[/size][/color][/b]
[b][color=#003366][size=16]هي متطلبات الحياة النفسية يا صديقي والتي أنهكت أجزائي_ جزءا جزءاَ_ وما عادت تتحمل المزيد.[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]أردف في دعابة_ضاحكاً:[/size][/color][/b]
[b][color=red][size=16]أوَ تؤرقك هكذا؟!!![/size][/color][/b]
[b][color=red][size=16]لو أن لي نصف ما تمتلك من مال، لا بل نصف ما تمتلك من طموح وعلو همة وتطلّع...ما تسلل إلى نفسي ضيق ولاهم[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]آثرتُ الصمت عن الرد والإجابة،ولم أفضّل خوض معركة_أعلم أنها خاسرة_إن حاولتُ إقناعه أن المال ليس سبيلاً للسعادة،ولن ترطّب كلماتي جوفه الجاف،فالمرء حين يفتقد الهفوة لا يرى السعادة إلا فيها،و يظل يسعى في البحث عنها_إن استطاع السعي!![/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]مرت فترة صمت قصيرة_ قصيرة جدا_قررتُ بعدها أن ألجّم صمتي بخيوط حديث من نوع آخر:[/size][/color][/b]
[b][color=#003366][size=16]قد يهبك الله المال الوفير،ثم يرزقك بزوجة لا تقهم الكثير عن الكثير،والأعظم....أنها قد لا تفهم من أنت!1 وكيف أنت!![/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]وبينما أنا متعجب من نظراته لي،وتلك الصورة المبهمة التي رُسمت على ملامحه...قاطعني قائلاً:[/size][/color][/b]
[b][color=red][size=16]ألا يدفعك هذا البرد الشديد لطلب كوب من الشاي_من الزمن القديم؟[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]أجابته ابتسامة خافتة:[/size][/color][/b]
[b][color=#003366][size=16]وقت كان للحياة نكهة_ألذ وأطيب[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]تركني والحيرة في غرفة مكتبه الصغيرة البالية....ومضى[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]أشعر وكأنه يُسرّ الكثير في حقيبة مغلقة،يأبى أن يفتحها أمام عيني،،فما كان أبداً من دأبه_الغموض وقلة الحديث.[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]لم أشعر بالراحة كما خُيّل لي ..عندما خرجت لقضاء يوم عطلتي بمفردي، ولم أختلس من الزمن لحظة رضا كما تهيأ لي على أبواب "حيّنا" الصامت منذ قليل.[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]وبعد انقضاء لحظات قصيرة من الحيرة،،هممتُ لأطالع تلك الشرفة السفلية القريبة من الأرض_وأنا أنتظر بشرفة مكتبه_وطالعت بقربها "ليلى"،،ورأيتني أداعب ضفائرها السمراء المتدلية على كتفيها وهي تغدق عليّ بابتسامة رقيقة،ولامست في نفس اللحظة دمعاتها الصارخة تنهال على خديها يوم أخبرتها بقرار سفري للخارج سعياً خلف طموح يدفعني رغما عني،ووجدتني أتركها تنتظر الغيب بمفردها/وما كان يشغلني ذلك كثيراً،،،ولكن،،ترى أين هي الآن؟!![/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]قاطعني بكوب الشاي الساخن قائلاً:[/size][/color][/b]
[b][color=red][size=16]وهل يحق لك أن تسأل هذا السؤال بعد كل تلك السنوات؟!!!!![/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]فقلت مسرعا دون أن ألتفت إليه،،[/size][/color][/b]
[b][color=#003366][size=16]شيء يؤرقني لا أعرف كنهه ،،هل تخبئ عني أمراً!![/size][/color][/b]
[b][color=#003366][size=16]وما الذي يحملك على العيش هنا حتى الآن!!...أتعيش وحدك!!![/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]فأجاب متثاقلا،ً ولم أعهده هكذا:[/size][/color][/b]
[b][color=red][size=16]عملت محاسبا بأحد الشركات القريبة من القرية،ويرجع الفضل لصديق أبي رحمه الله،وتزوجت في هذه الشقة قبل وفاة والدي بعام،فلم يكن بوسعي أن أتركه وحده في هذه السن المتأخرة ..وخاصة بعدما تزوجت أختي وسافرت مع زوجها_ و الأحرى _لم يكن لديّ مأوى آخر سوى هذه الجدران البالية.[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]عاد الصمت من جديد وكأنه لا مقر له ولا ملاذ إلا _هنا_[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]ولكنه لم يمنعني من الحديث،فقلت ُمسرّاً من بين نظرات مشفقة:[/size][/color][/b]
[b][color=#003366][size=12]كم أشفق عليك يا صديقي من العيش هنا_بين جدران قد تشققت وتشققت معها كل الأحلام والرغبات.[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]ثم انفرجت عقدة الصمت على لسانه_وقال وكأنه ما أراد أن يقول:[/size][/color][/b]
[b][color=red][size=16]ليلى........[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]نظرتُ على شرفتها السفلية البائسة كشرفته.. ثم أعدت النظر إليه قائلاً:[/size][/color][/b]
[b][color=#003366][size=16]زوجتك!!!!!![/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]فأتبع متفاخراً::::[/size][/color][/b]
[b][color=red][size=16]وأغلى ما أمتلك[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]ما رجفت الأرض لخبرهِ وما تقعقعت له السماء،ولا أعلم لم!!!![/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]وكأن كل تلك الذكريات الجميلة كانت وهماً لا وجود له من الأساس،،[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]ويعود الصمد ليلف الألسنة ويمنعني من التفوه مانع الكبرياء،ومانع الخوف من تجديد مافات،،وكانت لحظات السكون المتكررة تلك_لا تدفع إلى خاطري إلا كل حيرة وعجب وبعض ضيق.[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]نظرت في عينيه اللامعتين لأسمع نبرات نظراته تتحدث معلنة:[/size][/color][/b]
[b][color=red][size=16]لكم أشفق عليك يا صديقي من حياة تفتقر إلى الحب والدفء [/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]أتبعت جاداً في حديثي ونبراتي تعلن عن حيرة واستقرار يمتزجان بقلب واحد:[/size][/color][/b]
[b][color=#003366][size=16]يسعدني أن تقبل العمل بأحد شركاتي و .........[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]قال مبتسماً دون أن يترك لي مساحة للحديث:[/size][/color][/b]
[b][color=red][size=16]لازال_الخوف من التغيير_سمة من سماتي ،،وإن كان التغيير للأفضل،وهذا ما يجعلني أنزعج مني أحيانا كثيرة[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]ناجيت ذاتي حينها قائلاً:[/size][/color][/b]
[b][color=#003366][size=16]يتغير كل شيء ولا تتغير مطارح العروق ومصبّها _ستظل يا صديقي حيث أنت!!![/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]ثم أردفت معلناً:[/size][/color][/b]
[b][color=#003366][size=16]إذن...هل تحتاج لأي شيء؟،،عليّ الذهاب[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]فقال بإصرار وشدة:[/size][/color][/b]
[b][color=red][size=16]قبل أن نتناول سويا طعام الغداء_لن يحدث_[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]فأردفت مُجدّا ...وقد كنتُ حينها:[/size][/color][/b]
[b][color=#003366][size=16]بل سنتناول سويا "طبق المعكرونة الشهية"كما كانت تحلو لنا سابقاً_ولتسمح لي _ليس اليوم_فقد دعاني صديق لي على الغداء وما اعتدت أن أخلف موعدي.[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]انقضت الساعات حافلة بالسراء والضراء،ومضيت نحو سيارتي مسرعاً تسبقني إليها دقات قلبي_وكل منّا يعد الآخر بلقاء قريب..[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]وما كان الوداع بحرارة اللقاء مطلقاً.[/size][/color][/b]
[b][color=black][size=16]انطلقت بسيارتي _تجد الراحة بين أنفاسي مكانا لها_ثم رحت أجزم أنه_لو أتيح لكل فرد منا اختيار مقعده كيف شاء،،ما اختار سوى مقعده الذي يسكن،،وما اخترت أنا سوى مقعدي هذا،،وهو الأنسب على الإطلاق[/size][/color][/b]
[size=16][b][color=black]ثم داعبت نفسي ضاحكاً:::[/color][/b][/size]
[size=16][b][color=#003366]ولو جاء "غسان" ليعيش" بحيّنا" يوما واحدا ً ....لوافته المنيّة[/color][/b][/size]
[b][color=black][size=16]ثم أسرعت بطلب "غسان" على الهاتف::::[/size][/color][/b]
[b][color=#003366][size=16]أنا في طريقي إليك....فلا تتناول الغداء وحدك ،،أنت وخيلك.[/size][/color][/b]


[center][color=red][b][size=21]تمت[/size][/b][/color][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/ShbabBlaml
 
مجموعة قصصية " صالة العرض " بقلم / همسه رقيقه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
(¯`·._) منتديات الــــــــدر سيتى (¯`·._)  :: ~*¤ô§ô¤*~المنتديات العامه~*¤ô§ô¤*~ :: منتدى الشعر والرويات القصيره-
انتقل الى: